هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

    ابراهيم بن أدهم رحمه الله

    البواسل
    البواسل
    Admin


    المساهمات : 212
    تاريخ التسجيل : 23/08/2010

    ابراهيم بن أدهم رحمه الله Empty ابراهيم بن أدهم رحمه الله

    مُساهمة  البواسل الجمعة أغسطس 27, 2010 2:51 am

    ابراهيم بن أدهم رحمه الله


    مولده

    كان والده من أغنى أغنياء خراسان وأحد ملوكها، ولد (إبراهيم) بمكة حينما
    خرج أبوه وأمه إلى الحج عام 100 هـ أو قريبًا منها، وفتح عينيه على الحياة؛
    ليجد الثراء يحيط به من كل جانب؛ فعاش حياة الترف والنعيم،
    يأكل ما يشاء من أطيب الطعام، ويركب أحسن الجياد، ويلبس أفخم الثياب.


    هدايته

    وفي يوم من الأيام خرج راكبًا فرسه، وكلبه معه،وأخذ يبحث عن فريسة
    يصطادها، وكان إبراهيم يحب الصيد، وبينما هو كذلك إذ سمع نداء من خلفه
    يقول له: (يا إبراهيم ليس لذا خلقت، ولا بذا أمرت) فوقف ينظر يمينه وشماله،
    ويبحث عن مصدر هذا الصوت فلم ير أحدًا، فأوقف فرسه ثمقال:
    والله لا عصيت الله بعد يومي ذا ما عصمني ربي.

    ورجع إبراهيم بن أدهمإلى أهله، فترك حياة الترف والنعيم ورحل إلى بلاد الله الواسعة
    ليطلب العلم ،وليعيش حياة الزهد والورع والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى.

    ولم يكن إبراهيم متواكلاً يتفرغ للعبادة والزهد فقط ويعيش عالة على غيره، بل كان يأكل من عمل يده،ويعمل أجيرًا عند أصحاب المزارع، يحصد لهم الزروع، ويقطف لهم الثمار ويطحن الغلال،
    ويحمل الأحمال على كتفيه، وكان نشيطًا في عمله،

    يحكي عنه أنه حصد في يوم من الأيام مايحصده عشرة رجال، وفي أثناء حصاده كان ينشد قائلا: اتَّخِذِ اللَّه صاحبًا... ودَعِ النَّاسَ جانبا.

    يروي بقية بن الوليد، يقول: دعاني إبراهيم بن أدهم إلى طعامه، فأتيته، فجلس ثم قال: كلوا باسم الله، فلما أكلنا، قلت لرفيقه: أخبرني عن أشد شيء مرَّ بك منذ صحبته.. قال: كنَّا صباحًا، فلم يكن عندنا ما نفطرعليه فأصبحنا، فقلت: هل لك يا أبا إسحاق أن تأتي الرَّسْتن (بلدة بالشام كانت بين حماة وحمص) فنكري (فنؤجر) أنفسنا مع الحصَّادين؟ قال: نعم.. قال: فاكتراني رجل بدرهم، فقلت: وصاحبي؟
    قال: لا حاجة لي فيه، أراه ضعيفًا.. فمازلت بالرجل حتى اكتراه بثلثي درهم، فلما انتهينا،
    اشتريت من أجرتي طعامي وحاجتي، وتصدقت بالباقي، ثم قربت الزاد، فبكى إبراهيم،
    وقال: أما نحن فاستوفينا أجورنا، فليت شعري أوفينا صاحبه حقه أم لا؟ فغضبت، فقال: أتضمن لي أنَّا وفيناه، فأخذت الطعام فتصدقت به.

    وظل إبراهيم ينتقل من مكان إلى مكان، زاهدًاوعابدًا في حياته،
    فذهب إلى الشام وأقام في البصرة وقتًا طويلاً، حتى اشتهر بالتقوى والعبادة، في وقت كان الناس فيه لا يذكرون الله إلا قليلا، ولا يتعبدون إلا وهم كسالي،


    بعض أقواله

    جاءه أهل البصرة يومًا وقالوا له: يا إبراهيم.. إن الله تعالى يقول في كتابه: {ادعوني أستجب لكم}
    (غافر: 60) ونحن ندعو الله منذ وقت طويل فلا يستجيب لنا؟
    ! فقال لهم إبراهيم بن أدهم: يا أهل البصرة، ماتت قلوبكم في عشرة أشياء:
    أولها:عرفتم الله، ولم تؤدوا حقه .
    الثاني:قرأتم كتاب الله، ولم تعملوا به .
    الثالث:ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركتم سنته.
    الرابع: ادعيتم عداوةالشيطان، ووافقتموه .
    الخامس:قلتم : نحب الجنة، ولم تعملوا لها .
    السادس:قلتم : نخاف النار، ورهنتم أنفسكم بها
    السابع:قلتم: إن الموت حق، ولم تستعدوا له .
    الثامن:اشتغلتم بعيوب إخوانكم، ونبذتم عيوبكم.
    التاسع:أكلتم نعمة ربكم، ولم تشكروها .
    العاشر:دفنتم موتاكم، ولم تعتبروا بها .




    ذات مرة قال إبراهيم بن أدهم لرجل في الطواف: اعلم أنك لا تنال درجة الصالحين حتى تجوز ست عقبات:
    أولاها:تغلق باب النعمة، وتفتح باب الشدة.

    والثانية:تغلق باب العز، وتفتح باب الذل.

    والثالثة:تغلق باب الراحة، وتفتح باب الجهد.

    والرابعة:تغلق باب النوم، وتفتح باب السهر.

    والخامسة:تغلق باب الغنى، وتفتح باب الفقر.

    والسادسة: تغلق باب الأمل، وتفتح باب الاستعداد للموت.



    صفاته

    وكان إبراهيم زاهداً عابداً كريمًا جوادًا،فالعسل والسمن غالبًا ما يكونان على مائدته يطعم من يأتيه،سمعه أحد أصحابه ذات مرة وهو يقول: (ذهب السخاء والكرم والجود والمواساة، من لم يواس الناس بماله وطعامه وشرابه فليواسهم ببسط الوجه والخلق الحسن.. إياكم أن تكون أموالكم سببًا في أن تتكبرواعلى فقرائكم، أو سببًا في أن لا تميلوا إلى ضعفائكم، وألا تبسطوا إلى مساكينكم).


    وكان إبراهيم بن أدهم شديد التواضع، لايحب الكبر،كان يقول: (إياكم والكبر والإعجاب بالأعمال،
    انظروا إلى من دونكم، ولا تنظروا إلى من فوقكم، من ذلل نفسه؛ رفعه مولاه ، ومن خضع له أعزه
    ومن اتقاه وقاه، ومن أطاعه أنجاه) ودخل إبراهيم بن أدهم المعركة مع الشيطان ومع نفسه مصممًا على الانتصار، وسهر الليالي متعبدا ضارعًا باكيًا إلى الله يرجو مغفرته ورحمته،

    وكان مستجاب الدعاء.ذات يوم كان في سفينة مع أصحابه، فهاجت الرياح، واضطربت السفينة، فبكوا،
    فقال إبراهيم : ياحي حين لا حي، ويا حي قبل كل حي، ويا حي بعد كل حي، يا حي، يا قيوم،
    يا محسن يامُجْمل قد أريتنا قدرتك، فأرنا عفوك.. وبدأت السفينة تهدأ، وظل إبراهيم يدعو ربه
    ويكثر من الدعاء.
    وكان أكثر دعائه: (اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك) وكان يقول:
    (ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا) وقال: (كل سلطان لا يكون عادلاً فهو
    واللص سواء، وكل عالم لا يكون تقيًّا فهو والذئب سواء، وكل من ذلَّ لغير الله، فهو والكلب سواء)
    وكان يقول لأصحابه إذا اجتمعوا: (ما على أحدكم إذا أصبح وإذا أمسى أن يقول: اللهم احرسنا
    بعينك التي لا تنام، واحفظنا بركنك الذي لا يرام، وارحمنا بقدرتك علينا، ولا نهلك وأنت الرجاء).


    وفاته

    وكان إبراهيم راضيًا بحالة الزهد القاسية، وظل يكثر من الصوم والصلاة ويعطف على الفقراء
    والمساكين إلى أن مات رضوان الله عليه سنة 162هـ

    اللهم زهدنا فى الدنيا اللهم انقلنا من ذل معصيتك إلى عز طاعتك

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين يوليو 01, 2024 6:26 am