عقيل بن أبي طالب
اسمه وشرف نسبه
هو عقيل بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وأمه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف بن قصي، وكان أسنَّ بني أبي طالب بعد طالب، وكان عقيل أسنَّ من جعفر بعشر سنين، وكان جعفر أسن من عليٍّ بعشر سنين، فعليٌّ كان أصغرهم سنًّا، وأوَّلهم إسلامًا.
حاله في الجاهلية
كان علاَّمة بالنسب وأيام العرب، وقد خرج عقيل بن أبي طالب فيمن أخرج من بني هاشم كرهًا مع المشركين إلى بدر، فشهدها وأُسر يومئذٍ، وكان لا مالَ له، ففداه عمُّه العباس بن عبد المطلب t.
عمره عند الإسلام
كان t يبلغ من العمر عندما أسلم اثنتين وخمسين سنة؛ إذ إنه ولد قبل الهجرة بأربع وأربعين سنة، وأسلم سنة ثمانٍ من الهجرة في عام الحديبية، وقد حسن إسلامه.
أثر الرسول في تربيته
عن أبي إسحاق أن رسول الله r قال لعقيل بن أبي طالب: "يا أبا يزيد، إني أحبك حبين: حبًّا لقرابتك، وحبًّا لما كنت أعلم من حب عمي إياك".
وعن علي t أن النبي r قال: "أعطي لكل نبي سبعة رفقاء نجباء، وأعطيت أنا أربعة عشر"، فذكر منهم عقيلاً.
أهم ملامح شخصيته
الثبات
عن حسين بن علي t قال: كان ممن ثبت مع النبي r يوم حنين العباسُ، وعلي، وأبو سفيان بن الحارث، وعقيل بن أبي طالب، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطلب، والزبير بن العوام، وأسامة بن زيد y أجمعين.
الورع
عن زيد بن أسلم أن عقيل بن أبي طالب t دخل على امرأته فاطمة بنت عتبة بن ربيعة وسيفه متلطخ بالدماء، فقالت: قد عرفت أنك قاتلت، فما أصبت من غنائم المشركين! فقال: دونك هذه الإبرة، فخيطي بها ثيابك. ودفعها إليها، فسمع منادي النبي r يقول: "من أصاب شيئًا فليرده، وإن كان إبرة". فرجع عقيل إلى امرأته، فقال: ما أرى إبرتك إلا قد ذهبت عنك. فأخذ عقيل t الإبرة، فألقاها في الغنائم.
قوته البدنية
عمّر عقيل t طويلاً، وكان قويَّ الجسم، شديد البنية، شُوهد مرّةً وهو شيخ كبير يحمل دلو ماء كبيرًا.
بعض المواقف من حياته مع الرسول
عن جابر بن عبد الله t قال: "بارز عقيل بن أبي طالب رجلاً يوم مؤتة فقتله، فنفله رسول الله r خاتمه وسلبه".
بعض المواقف من حياته مع الصحابة
قال حميد بن هلال: أتى عقيل t عليًّا t، فقال: يا أمير المؤمنين، إني محتاج، وإني فقير فأعطني. قال: اصبر حتى يخرج عطائي مع المسلمين فأعطيك معهم. فألحَّ عليه، فقال لرجل: خذ بيده، فانطلق به إلى حوانيت أهل السوق، فقل: دقّ هذه الأقفال، وخذ ما في هذه الحوانيت.
فقال: يا أمير المؤمنين، أردت أن تتخذني سارقًا!
قال: أنت -والله- أردت أن تتخذني سارقًا، أن آخذ أموال الناس فأعطيكها دونهم.
قال: لآتيَنَّ معاوية.
قال: أنت وذاك. فأتى معاوية فسأله فأعطاه مائة ألف، ثم قال: اصعد المنبر، فاذكر ما أولاك عليٌّ من نفسه، وما أوليتك من نفسي.
أثره في الآخرين
روى عدة أحاديث عن الرسول r، وروى عنه ابنه محمد وحفيده عبد الله بن محمد، والحسن البصري، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم.
بعض الأحاديث التي نقلها عن النبي
عن الحسن، عن عقيل بن أبي طالب t أنه تزوج، فقيل له: بالرفاء والبنين. قال: لا تقولوا هكذا، ولكن قولوا كما قال رسول الله r: "على الخير والبركة، بارك الله لك وبارك عليك".
وعن عقيل بن أبي طالب t، أن رسول الله r قال لعلي t: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".
وفاته
تُوُفِّي عقيل بن أبي طالب t في خلافة معاوية t سنة 49 من الهجرة، ودُفن في المدينة في بقيع الغرقد، وقبره معروف.